**كان هـنالـك ولد عـصـبي و كان يـفـقـد صـوابه بشكـل مسـتـمـر . فـأحـضـر له والده كـيـساً مـمـلـوءاً بالمسامـيـر و قال له: يا بني أريدك أن تـدق مسمارا ً في سـيـاج حـديـقـتـنا كلما اجـتاحـتـك موجـة غـضـب و فـقـدت أعـصـابـك و هكذا بدأ الولد بتـنـفـيـذ نـصـيـحـة والده فدق في اليوم الأول 37 مسمارا ً و لكن إدخال المسمار في السياج لم يكن سهلا ً فـبـدأ يحاول تمالك نـفـسه عـنـد الغـضـب و بعـد مرور أيام .....كان يدق مسامير أقـل و بعـدها بأسابـيـع تمكن من ضـبـط نـفـسه و توقف عن الغضب وعن دق المسامير فجاء إلى والده و أخبره بإنجازه فـفـرح الأب بهذا التحول و قال له: ولكن عليك يا بني باستخراج مسمار لكل يوم لا تـغـضـب به. و بدأ الولد من جديد بخـلـع المسامير في اليوم الذي لا يـغـضـب فيه حتى انـتـهـى من المسامير في السياج فجاء إلى والده و أخبره بإنجازه مرة أخرى فأخذه والده إلى السياج و قال له: يا بني انك صـنـعـت خيراً ولكن انـظـرالآن الى تلك الثقوب في السياج ، هذا السياج لن يكون كما كان أبدا ًوأضاف:عـنـدما تقول أشياء في حالة غـضـب فإنها تـتـرك آثار مـثـل هذه الثـقـوب في نفوس الآخرين. تـسـتـطـيـع أن تـطـعـن الإنسان و تـخـرج السـكـيـن ولكن لن يهم كم مرة تـقـول (( أنا آسـف )) لأن الجـرح سـيـظـل هـناك.. !
(ولتعلم إنك قد تسبب جروحا ً عميقة لمن تحبهم فى بضع دقائق فقط ولكن قد تحتاج لمداواتهم سنوات طويلة فحذر من تجرح حتى لاتجرح نفسك بة)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولو أردنا التحدث قليلاًمن الناحية العلميةًعن أثار الغضب السلبية على الإنسان فسوف أعرض جزء من حوار د/أحمد شوقي ابراهيم عضوالجمعية الطبية الملكية بلندن واستشاري الامراض الباطنية والقلب عن الأثار السلبية للغضب إلى مجلة الإصلاح العدد 296 سنة 1994 " من ندوات جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة"يقول .. أن الميول الانسانية تنقسم الى أقسام ويختلف سلوك وتصرفات الاشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها وهى الميول الشهوانية وتؤدي الى الثورة والغضب .. الميول التسلطية وتؤدي الى الكبر والغطرسة وحب الرياسة .. الميول الشيطانية وتسبب الكراهية والبغضاء للاخرين ومهما كانت ميول الانسان فانه يتعرض للغضب فيتحفز الجسم ويرتفع ضغط الدم فيصاب بالامراض النفسية والبدنية مثل السكر والذبحة الصدرية وقد أكدت الابحاث العلمية أن الغضب وتكراره يقلل من عمر الانسان .... ويضيف الدكتور أحمد شوقي أن الطب النفسي توصل الى طريقتين لعلاج المريض الغاضب الاولى : من خلال تقليل الحساسية الانفعالية وذلك بتدريب المريض تحت أشراف طبيب على ممارسة الاسترخاء مع مواجهة نفس المواقف الصعبة فيتدرب على مواجهتها بدون غضب أو انفعال الثانية : من خلال الاسترخاء النفسي والعضلي وذلك لأن يطلب الطبيب من المريض أن يتذكر المواقف الصعبة واذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع ليعطيه فرصة للتروي والهدوء هذا العلاج لم يتوصل إليه الطب إلا في السنوات القليلة الماضية بينما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم(علية أفضل الصلاة وأفضل التسليم) لأصحابه في حديثه .. (اذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن لم يذهب عنه الغضب فليضطجع) ولا تنسوا أن من الصفات التي إمتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه ، ما جاء في قوله تعالى : { الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } صدق الله العظيم( آل عمران : 134 ).