خلال قراتى لبعض المقال وجد مقاله اعجبتنى لبهاء جاهين
تلكم هى المقاله
بصمات تحتاج إلي خبير
أقسم بأصابعي العشر لأملأن هذه الورقة بصمات.
البصمة الأولي
حين جاء العز إلي قلبي وجده مغلقا.
فترك لي رسالة ألصقها علي الباب.
أعز نفسك بنفسك
وحين خاطبني الذل وجها لوجه قال:
ما المذلة؟ هل من خبر نشر في المجلة ـ أم لأن أرض أحلامنا محتلة؟
قلت إني ذاهب للوردة البين بين, صائنا نصف وجهي, والنصف للصفعتين, ذليلا ذلولا معتزا مؤيدا موصولا بالحسن والحسنيين.
البصمة الثانية
عندما جلس الهدهد علي عرش ورقة التوت هدل ـ قال:
يا تاجي الملون الجميل
مباركة سفرتي بين السموات والأرض.
مباركة بلقيس, وحسن بلقيس.
وراسخ عرش سليمان في الأرض.
سليمان صديقي, عارف لغتي, ومولاي.
الذي انفتحت له خزائن الكلم قبل الماس والذهب.
سألته يوما فكأنه قال:
(هذا ما حسبته وأنا أتأمل صمته.)
لاتوجد في الأشياء إلا الأشياء الخضراء.
كل ماعدا الجمال عدم
وكل ما آمرك به يحضره الخيال لا أنت
ما أنت إلا خيال
آمرك فتأتيني
فتجيئني بالوجود المصفي
الذي يتجاوز الوجود ولايعبأ بالمحال.
قلت وأنا أسمع هذا الكلام يدور في عقلي:
من قال إن الهداهد تلبس تاج الحكمة؟
وكيف يحط هدهد علي كتفي.
بعد أن بلغت من الحزن أثقله؟
البصمة الثالثة
كلما هدل هدهد أوغنت يمامة
لعب الكمان الذي ينام في حضني أعذب أحلامه
كلما ثقل الصدر خف العقل فابتسم وتهادي الخيال فارتسم
وامتلأ قنديل البرتقال بالزيت المسكر واشتعل
فاحتملوا جثة حزني وامشوا ورائي
لن تسيروا إلا خمسة أقدام ثم بعدها
تفر منكم مرفرفة جناحا فجناح.
ولسوف أبصم بأصابعي العشر علي كل ورقة توت
البصمة الرابعة
ما أتعس أحلامي الليلة
لكأنها تنام علي صدري بعد ان تجاوزت سن الفطام بعشر سنين
ما أثقل هذا الحب الذي يتشبث بقلبي
كأنه خطاف
كأنه علامة استفهام وقحة
كأنه خاتمة سيئة للحن جميل
كأنني مرتهن لاعتقال لايجيء وليس منه فكاك
كأنني سأسلم أوراقي بنفسي
لمفتي الديار
البصمة الخامسة
ومع ذلك
تلقط العصافير الحب بوداعة
ويلبس الطفل جورب المدرسة الأبيض النظيف
وتتسابق الأحلام في بلوغ مرمي التحقق
وينتحر الورق الذابل من شبابيك الغصون, ليولد بعده جيل طري أخضر
ياصانعات الصنادل للأحلام من ورق مجدول
من عشب مضفر منسوج مغزول
كي تخطر القدم البنور علي احتمال الجمال وإمكانية الرضا والقبول
يا عصبيات الدفاع وروابط التأييد للعب الجميل للأحلام في العقول
يالطف من يرضي ومن يحرس, يا يده البيضاء
يا ابتسام الخجول
يا خروج الورد بعد التحنيط من حلق الغول!
البصمة السادسة
حين يتعب الندي
يتبخر فيستريح
حين يتعب الورد
يذبل فيسكن
حين يتعب القديس يسكن الضريح
حين تتعب الشمس تغيب
وحين يتعب الليل تطلع الشمس
حين يتعب الطفل ينام
والنار تنطفئ
أما قلب العاشق
فإنه يتبخر, يذبل, يغيب, يسكن, ينام, ينطفئ
ولا يرتاح
البصمة السابعة
هذه بصمة السبابة اليسري
إلام تشير؟
هل اختبأت اليمني وراء الظهر؟
هل امتدت سبابة اليمني في نفس التوقيت ليشير الاصبعان معا؟
إلام يشير الإصبعان معا؟
هل هذه اشارة بصيرة أم هذه اشارة والعين مغمضة؟
لقد انتهي زمان الابصار العادي وانتهت العين المجردة وانتهي مفعول نظارتي بتاريخ اليوم
البصمة الثامنة
استغفر الله العظيم
ذبلت الوردة أمام عيني
لم أسقها
لم أغير الماء منذ أيام
لم أضع ذرة سكر
فتفوتة أسبرين
لم أغازلها
لم أقل كم أنت جميلة
أعطيتها ظهري
وحين التفت ناحيتها بعد يومين كانت أوراقها تنهار من لمسة واحدة.
البصمة التاسعة
1ـ2ـ3ـ4ـ5ــ6ـ7ـ8ـ9 والعاشرة في الطريق
نشرة التاسعة في شاشة مغبشة بالتكرار والملل
سيمفونية بتهوفن التاسعة
الوصية التاسعة التي نسيت ما تقول
لا أتذكر منها إلا: لا
الدور التاسع الذي قفز منه الجمال من عامين فلم يلمس الأرض ليتحطم.
تساعية الشعر: مقاطع يتكون كل منها من تسعة سطور تحكي أحداث ملحمة
(الإلياذة ـ الأوديسة علي اسم مصر)
9 في الخير
(لعب بالكلمات)
أو ربما اسم فيلم جديد
البصمة العاشرة
أبصم بأصابعي العشر
ألا أعد بشيء
مادمت شاعرا
ألا اعترف بشيء
ما دمت لا أعرف
ألا أبصم علي ورق
مادمت لا أقرأ
ألا أتأكد من شيء
مادمت لا أري
ألا أخشي ترك بصمتي
علي كوب أو خنجر
مادمت بلا يدين
أبصم بأصابعي العشر
التي لم توجد أبدا
انكم لن تفهموني
حتي لوجئتم بخبير.