اهم شروط النقد البناء

البينية:
ليكن نقدك لأخيك، أو لأيّ إنسان آخر نقداً بينياً، أي بينك وبينه ولا تنقده أمام الآخرين..
فحتى لو كان نقدك هادفاً وهادئاً وموضوعياً إلاّ أنّ النقد في حضور الآخرين ممّن لا علاقة لهم بالأمر قد يدفع الطرف الآخر إلى التشبّث برأيه،
أو الدفاع عن نفسه.. ولا نقول عن خطئه.. لذا جاء في الحديث: «مَنْ وعظ أخاه سرّاً فقد زانه ومَنْ وعظه علانية فقد شانه».
وقال الشافعي رحمه الله:
تعمدني النصيحة في انفرادي ـــــــــ وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ـــــــــــ من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي ـــــــــ فلا تحــزن إذا لم تعط طاعة
الإنصاف:
النقد هو حالة تقويم.. بلا جور ولا انحياز.. ولا تعصب ولا إفراط ولا تجاوز.. كنت أقرب إلى العدل والإنصاف، وبالتالي أقرب إلى التقوى.قل في من تنتقده ما له حتى قبل أن تقول ما عليه.. قل ما تراه فيه بحق ولا تتعدّ ذلك فـمَنْ بالغ في الخصومةِ أثِم.
ابحث عن الإيجابي في وسط السلبيات:
وقد يكون السلبي لدى أحد الأشخاص أكثر بكثير من الإيجابي بحيث يغطّي عليه.. ويكون الإيجابي نادراً للدرجة التي يتعيّن عليك أن تبحث أو تنقّب عنه تنقيباً.. فلا تعدم المحاولة لأن ذلك مما يجعلك في نظر المنقود كريم الطبع..
حاسب على الظواهر.. والله يتولى السرائر:
قبل أن تمضي في نقدك وترتب عليه الحكم، احترم نوايا من تنتقد وحاسبه على الظاهر من أفعاله.. فلعلّ له عذراً وأنت لا تعرفه.. فعندنا نرى عيباً نريد أن ننقده.. يجب أولاً أن نحمله على محمل حسن الظن لا إساءة الظنّ.. فقد يكون هذا الشخص مضطراً وللضرورة أحكامها فهنا «الضرورات تبيح المحظورات».. وقد يكون ساهياً ناسياً غير قاصد ولا متعمّد، والقلم مرفوع عن الناسي أو الجاهل غير المتعمّد.. وقد يكون له رأي أو مبرر غير لا تراه أنت.. المهم أنت لست مسؤولاً عن دوافع المنقود ونواياه.. وإنّما مسؤول عن ظاهر عمله فقط.. أما إساءة الظن في نيته فالله وحده من يعملها وهو وحده من يحاسبه عليها.