شعار مميز

في البداية سَميت مدوتنا الغالية باسم استاذنا عبد المحسن والذي حاول جاهدا ومشكوراً أن يزرع بداخلنا أهمية التغيير وبالفعل والحمد لله لقد أثرت المدونة بشكل كبير داخلنا وغيرت لدينا مفاهيم عدة ومنذ يومين تغير اسم المدوتة الى اسم ليس مجرد اسم ولكنه شعار لما نريده جميعاً عندما نتحاور ونتناقش في هذا المكان وتغير هذا الاسم ليصبح "نتعلم لنتغير" وهي كلمة رغم أنها موجزة جداً ولكن هي ينطبق عليها مقولة خير الكلام ما قل ودل وقيمة هذه العبارة ستبينها قصة بسيطة مشهورة عند متابعي علم التنمية البشرية وهي قصة الفيل :
أصطاد أحد القرويين فيل صغير فباعه في السوق لأحد التجار , وكان التاجر يملك حديقة جميلة وضع الفيل فيها , وقام العمال بربط ( الفيل ) بسلسلة حديدية في نهايتها كرة من الحديد والصلب ، فشعر ( الفيل ) بالقسوة فحاول تحرير نفسه من هذا القيد ، لكنه كلما حاول التحرر كانت الأوجاع تزداد عليه ، فما كان منه إلا أن ينام ، وفي اليوم التالي استيقظ وفعل نفس الشيء لتخليص نفسه ، ولكن بلا جدوى حتى تعب ونام , وفي النهاية قرر ( الفيل ) تقبل الواقع ، ولم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى , على الرغم أنه يزداد كل يوم قوة وحجمًا ، وبهذا استطاع التاجر أن يروض الفيل تمامًا. وفي إحدى الليالي عندما كان ( الفيل ) نائمًا قام العمال باستبدال الكرة الحديدية من الخشب ، مما قد يجعل الفيل (الفيل ) يحاول الهرب , ولكن الذي حدث هو العكس تمامًا , فقد تبرمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل , وتسبب له الآلام والجراح ، وقد تبرمج بعدم قدرته وعدم استخدامه قوته الذاتية. وفي أحد الأيام سأل أحدهم التاجر : هل يمكنك أن تشرح لي كيف أن هذا الفيل لا يحاول تخليص نفسه من الكرة الخشبية ؟ فرد التاجر : أنت تعلم يا بني أن الفيل ( الفيل ) قوي جدا ويستطيع تخليص نفسه في أي وقت ، ولكنه لا يعلم ذلك ولا يعرف مدى قدرته الذاتية
ومقصد المعنى في هذه القصة أن التعلم هو اول خطوات التغير فيجب أن تتعلم وأن تعرف أنك قادر على أن تتغير وتَغير في من حوك فنحن نتصرف بشكل معين يعطي نتائج سلبية لموضوع ما فنبرمج أنفسنا على هذه الحالة أي برمجة سلبية تؤدي دائماً نفس النتائج العكسية دون محاولة لتغير الواقع أو محاولة تعديله إن التغيير أمر لا بد منه فالحياة تتغير والظروف تتغير , حتى نحن نتغير من الداخل ، والمهم أن توجه عملية التغيير كي تعمل من أجل مصلحتك أكثر من أن تنشط للعمل ضدك، الفيل ازداد حجما وقوه والسلاسل الحديدية اصبحت خشبية والظروف كلها تغيرت ولكن برمجته اليائسة لم تتح له الفرصة لكي يكون أفضل
اصنع لنفسك استراتيجيات مرنة تساعدك على تحقيق احلامك بواقعية ايضاً ولكن دون يأس بقدراتك أو بفرصك أو بما قد تتيحه لك الحياة من فرص وتعلم لتتغير .