التفاؤل ليس غاية

عندما طرح استاذ عبد المحسن السؤال المحير حول ما الذي يدعوا للتفاؤل ؟ فكرت كثيراً فهو سؤال تعودنا على اجابته اجابة روتينية بأن "الأمور ماشية والدنيا بتتصلح وكله هيبقى تمام " وأن المشاكل والمحبطات هي مجرد حصى صغيرة اجمعها وابني بها جبلا يجعلك في القمة ....
كل تلك الاجابات وغيرها ترددت في ذهني كثيرا عندما قررت ان اجيب لنفسي على هذا السؤال السهل الممتنع ، ومن وجهة نظري فالتفاؤل ليس نتيجة لمعطيات معينة بمعنى انني لا استطيع ان احدد خطوات محددة اذا فعلتها احصل على التفاؤل وانما التفاؤل هو نمط حياه وسلوك ونهج ينتهجه الانسان .
فتخيل معي قارئي العزيز انسان يتعرض لمحبطات ومعيقات كثيرة لكنه يتحلى بالايمان بالله والتوكل عليه وليس التواكل ويشعر دائماً أنه في معية الله دائماً وأنه يستطيع فعل الكثير لانه يثق في ربه اولا وفي نفسه وقدراته التي حباه بها الله عز وجل فهو يخرج من تجربة لاخرى ينجح ويتعلم ويحاول تخيل معي ماذا سيكون رد فعله عندما تواجه مشكلة ..!!!
لا يعني كل ذلك الا نعترف بالمشكلات أو نتجاهلها وانما ينبع تفاؤلنا من قدرتنا على التعامل مع تلك المشكلات فالتفاؤل يحتاج منا التعب القليل للوصول اليه بعكس التشاؤم فكل ما حولنا يوحي به ويفرض علينا التشاؤم والاحباط لكن حسن الظن بالله وقبول معطيات الحياة كما هي والتعامل معها هو اولى مظاهر التفاؤل الجميل .
وأرى ان حياتنا مليئة بالفعل بالكثير من الاشياء التي تدعوا للتفاؤل فما زال لدينا متسع من الوقت متاح ان نقضيه فيما نريد وما زال لدينا العديد ممن يحبوننا حتى وان كانوا ليسوا بالكثيرين وما زال امامك ان تعمل وتحاول وتستغفر عما اخطات به سالفا وانظر حولك وتأمل سترى حتماً ان هناك من هم أكثر هما اكثر تعباً أكثر ألماً أكثر حزناً حينها فقط ابتسم وتفائل فالحياة اعطتك الكثير .
لكن الأهم من وجهة نظري أن نعلم أن التفاؤل ليس هدفاً ليس غاية نسعى لتحقيقها لانها قمة ما نريد ، انما التفاؤل هو وسيلة قوية وفعالة تساعدنا دوماً على النجاح وعلى التعايش مع من حولنا وعلى اجتياز آلامنا واحباطنا واعلم أن التفاؤل دوماً هو شيمة المؤمنين .