ميدان التحرير .... المدينة الفاضلة

هذا العنوان ليس من وحى خيالى او من ابتكارى انما هو الاسم الذى اطلقه بعض الثوار النبلاء على ميدان التحرير وعلقه على احد مداخل الميدان الذى شهد أكبر واعظم ثورة شعبية فى التاريخ العربى على الاقل ।
ولو سنحت لى الفرصة كى ارسم صورة لمصر التى اريدها لن أصل ابدا الى المدينة الفاضلة المتواجدة فى ميدان التحرير فالنظام الذى هو السمة الابرز التى نفتقدها فى مصر تحققت وبدون تدريب وتخطيط فى تجمع أكثر من مليونى متظاهر كل شخص له عمل وكل عمل له مكان مخصص فنادى الادب وحديقة الفنون والمستشفى العام وغيرها كلها تسميات متواضعة تساعدك فى الوصول الى التجمع التى ترغب فيه فى ميدان التحرير ।
مدينتنا الفاضلة تخطت طموح افلاطون وتصوراته فبين تجمع بشرى يتخطى المليونى شخص لا سرقة ولا غش ولا تحرش ولا كذب ولا غيره والاهم أنه جو مليئ بالصمود والتحدى وبعد نجاح الثورة حملات تنظيف واصلاح مدينة منظمة يقف النحل بخلاياه مندهشا من اعمالهم فهو قد عرف على مدار التاريخ أنه المملكة الكثر تنظيما وعملاً والميدان بدون قيادات واضحة أو قيادة الاب الروحى للثورات كل منهم يقود نفسه من اجل تحقيق الهدف كلهم قد تخطوا طموحاتنا وتصوراتنا ।
اظهرت ثورتنا ومدينتا الفاضلة معدن الشباب المصرى الذى طالما لعنا استهتاره وتهاونه وتكاسله او بلغة الشباب ذاتهم " مكبرين دماغهم" شباب مصر ما زال بخير مازال ينبض وليس معنى هذا أن جل شباب مصر هو شباب واعى ومستنير لكنهم على الاقل وجدوا فى أنفسهم القدوة المعاصرة التى يبحثون عنها وكانت قد تاهت منهم فى الفجوة العميقة بينهم وبين الكبار ।
نجحت الثورة وراح ضحيتها شهداء لن ننساهم أبدا فبدماهم يحيى ملايين بدون ذل أو خوف أو فساد أو فقر وبقى أن ننظر الى أخطائنا الشخصية وأن نستلهم روح الثوار داخل الميدان وألا ندفع رشوة أو نكسر شارة مرور أو نرى قمامى فى وسط الطريق أو حوادث تحرش جماعى أو فردى فى الشوارع ، نجحت الثورة وأطاحت بنظام فاسد وبقى أن نثور على أنفسنا لنصححها ونقومها وعند ذلك نستطيع أن نقول :


عذراً أفلاطون فمصرنا هى المدينة الفاضلة