لماذا تويتر ؟

 يمتلك تويتر سؤال ماذا يحدث الآن أو ماذا تفعل؟  وغالباً ما تسمع السؤال كثيراً من أحد أصدقائك أو أقاربك عندما يحدثك أحدهم في التليفون، وهذا ما يجعل تويتر أكثر حميمية لأنه يتحدث إليك بصفته صديق مقرب أو أحد أفراد عائلتك.
ويجيب البعض على هذا السؤال أحياناً بكتابة بعض الأشياء والحاجات اليومية كتناول أحدهم الطعام أو قضاء يوم مع أحد الأصدقاء وربما يكتب أحدهم أثناء وجوده في الحمام، وهذا يخلق ما يعرف ببيئة المودة ambient intimacy مصطلح استخدمته Leisa Reichelt مؤكدة أن هذه الكتابات الشخصية عبر تويتر والتى ربما لا يحتاج أصحابها إلى أن يجيبهم أحد عليها تعمل على تخفيف حدة ما يشعرون به وتخلق محيطاً من المودة والعاطفة.
هذا ببساطة ما يجعل تويتر أكثر الشبكات الإجتماعية إنتشاراً بين الناس لأنه من اليسير جداً أن تنشر رسالتك وتبدأ محادثتك في الوقت الذي تنجز فيه أعمالاً أخرى وربما يشترط لإنجاز هذه الأعمال الخاصة بك وأنت في كامل قوتك وأدائك الذهنى أن تكتب هذا التويت الذي هاجم تفكيرك فجأة فتمسك الموبيل وتكتبه فوراً ربما دون أن تعتذر لصديقك الذي تتحدث معه أو زميل العمل الذي ينجز معك شيء ما وهذا ببساطة شديدة لأن هذا التويت قد يكون مصدره هؤلاء الأشخاص الذين تتعامل معهم.
قرأت لإحدي ربات البيوت مرة أن تويتر جعلها تتحدث لإبنتها بشكل أحسن وأنها تتباعها عبر تويتر وبهذا وفر لهما تويتر اتصال لم يكن موجود ربما لإزدحام الحياة اليومية وكثرة إنشغالهما إلا عن تويتر.
لكن ليس فقط جو الحميمية والعاطفة فعبر تويتر يتحدث الناس عما يشاهدون ويقرأون وفي ماذا يفكرون ويعلقون على الأخبار والأحداث من حولهم وهذا ما يجعل من تويتر شبكة إخبارية ومعلوماتية فضلاً عن كونه شبكة إجتماعية.
لذا بات تويتر صحيفة العالم الفورية، ففي يناير 2009 نقلت جميع وسائل الإعلام من فضائيات وصحف ومؤسسات إعلامية ذات زخم بشري مجهز ومدرب ومراسلين في شتى أنحاء الأرض خبر هبوط الطائرة الأمريكية إضطرارياً فوق نهر هدسون، هذا الحدث توافق مع وجود أحد التويتريين الذي قام فوراً بإلتقاط صورة الطائرة والتعليق على الحدث أثناء وقوعه.
أيضاً ما يميز تويتر عن غيره كونه يمنحك إجابة حول فيما يتحدث الناس وبما يهتم الجمهور وعلى أي شيء تركز وسائل الإعلام وما أكثر الأحداث التى يهتم بها الجمهور؟ والعديد من الأسئلة والإجابات التى يقدمها لك تويتر في جزء من الدقيقة يمكنك من أن تحصل على آلاف النتائج.
كما يمثل تويتر قناة تسويقية وإعلانية رائعة تربط مباشرة بين الشركات والمستهلكين بشكل شخصي، ويمد تويتر هذه الشركات بمادة أكثر واقعية حول منتجاتهم وبشكل أصدق كثيراً من استطلاعات الرأي التى غالياً ما ترهق الشركات مادياً.
المادة مترجمة من كتاب Tim O’Reilly and Sarah Milstein بعنوان The twitter book.