ها هو معاذ بن جبل أتته سكرات الموت وهو في فلسطين وكان عمره وقتها ثلاثة وثلاثون عاماً
فيقول لغلامه : هل طلع الفجر ؟
فأجابه الغلام : لا .
فمكث قليلاً وسأله مرة أخرى : هل طلع الفجر ؟
فقال له الغلام : نعم طلع الفجر .
فقال معاذ بن جبل " مرحباً بالموت حبيباً جاء على فاقة ، لا فلح من ندم ، اللهم إنك تعلم أني ما أحببت الحياة لغرس الأشجار ولا لجري الأنهار ولا لعمارة الدور ولا لرفع القصور ، لكنك تعلم أني أحببت الحياة لثلاث :
لمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر ، ولصوم الهواجر ، ولتعفير الوجه في سبيل الله في التراب (عائض القرني . سياط القلوب . ص 215) .